ترامب في الخليج.. زيارات تاريخية تعيد رسم خارطة الشراكة الاقتصادية والأمنية 

0 98٬198

الشؤون السياسية الدولية – كتب| حسن النجار  

في جولة وُصفت بالتاريخية، بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولايته الثانية بزيارة إلى منطقة الخليج العربي، شملت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، في خطوة تؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن والعواصم الخليجية، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات الاقتصاد، الأمن، والطاقة.

السعودية.. شراكة استراتيجية وأرقام استثمارية ضخمة  

استهل ترامب جولته من العاصمة السعودية الرياض، حيث كان في استقباله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في مراسم رسمية جمعت بين الأصالة والحداثة، تخللها استعراض حرس الشرف ومشاركة رمزية للخيول العربية، التي تُعدّ رمزًا للكرم في الثقافة السعودية.

وخلال زيارته، عقدت قمة ثنائية بين الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي في قصر اليمامة، تناولت ملفات أمن المنطقة، التعاون العسكري، والاستثمار في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة.

كما شارك ترامب في “منتدى الأعمال السعودي الأميركي”، الذي جمع أكثر من 2000 مسؤول ورجل أعمال من البلدين، وأُعلن فيه عن عشرات من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية، في مقدمتها تعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا السيارات الكهربائية.

قطر.. تأكيد دور الوساطة وتعزيز التعاون الاقتصادي  

وفي محطته الثانية، زار ترامب العاصمة القطرية الدوحة، حيث التقى بأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وتم التأكيد على أهمية الدور القطري في الوساطة الإقليمية، لا سيما في ملف غزة والحرب الأوكرانية الروسية، إضافة إلى مناقشة التعاون في مجالات الغاز الطبيعي المسال، والاستثمارات المشتركة في الأسواق العالمية، خاصة البنية التحتية والرياضة.

الإمارات.. أمن الخليج والطاقة في قلب المباحثات  

واختتم الرئيس الأميركي جولته في أبوظبي، حيث أجرى مباحثات مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وتركزت المناقشات على حماية أمن الخليج، والتعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الدفاعية، بالإضافة إلى فتح مسارات جديدة للاستثمار في الطاقة النظيفة والتقنيات الحديثة، بما يعزز مكانة الإمارات كمركز مالي واستثماري عالمي.

رسائل الجولة: الأمن أولاً.. والاقتصاد في الواجهة  

حملت الجولة رسائل واضحة مفادها أن الشراكة بين الولايات المتحدة ودول الخليج لا تزال راسخة ومبنية على المصالح الاستراتيجية المشتركة، وعلى رأسها أمن المنطقة، استقرار الطاقة، وتعزيز الاستثمارات التكنولوجية. كما أظهرت الجولة رغبة ترامب في دفع العلاقات نحو مزيد من التكامل، وسط تحولات إقليمية ودولية كبرى.

جريدة الوطن اليوم تتابع تفاصيل هذه الزيارة عن كثب، وتؤكد أن المرحلة المقبلة قد تشهد تحالفات أوسع وبرامج اقتصادية طموحة، تعيد صياغة مشهد الشراكة الخليجية-الأميركية في ضوء المتغيرات المتسارعة عالميًا.

اترك تعليق