بقلم حسن النجار: هل تقود أمريكا الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية؟ 

المفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية والباحث في الشؤون السياسية الدولية

0 76٬052

بقلم | حسن النجار   

تتصاعد المخاوف من انزلاق منطقة الشرق الأوسط نحو مواجهة إقليمية شاملة، في أعقاب الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران. ورغم ما يروّجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سعيه للسلام،

فإن أفعاله تسير في الاتجاه المعاكس، خاصة بعد الضربة الأخيرة التي تمثل انتهاكًا واضحًا لميثاق الأمم المتحدة، وفقًا لما صرّح به عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني.

ترامب، الذي كان قد تعهد بإنهاء الحرب في أوكرانيا، وجد نفسه يغذي صراعًا جديدًا في الشرق الأوسط، في وقت تنادي فيه بعض الدول، مثل فرنسا، بالتهدئة ومعالجة الأمور بالطرق السلمية.

إلا أن السياسات الأمريكية تبدو وكأنها مصممة على التصعيد، وسط حالة من التوتر غير المسبوق في الخليج العربي.

ورغم الطابع الاستعراضي للضربة، التي وصفها البعض بأنها أقرب إلى إنتاج سينمائي من هوليوود لحفظ ماء الوجه، فإنها وضعت المنطقة على شفا انفجار. فقد أشارت وكالة فارس الإيرانية إلى أن الأضرار في منشأة فوردو النووية كانت سطحية وقابلة للإصلاح،

كما أكدت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية عدم وجود أي خطر إشعاعي يهدد السكان، بعد قصف ثلاث منشآت نووية.

ومع هذا، حذّرت مصادر روسية من دخول واشنطن مرحلة جديدة من الصراع، في ظل تقارير عن استعداد بعض الدول لتزويد إيران برؤوس نووية للدفاع عن نفسها،

 في إشارة إلى احتمال تدخل أطراف دولية كروسيا والصين وربما الهند. وهو ما يعزز المخاوف من تدويل الأزمة وتحولها إلى حرب واسعة النطاق.

وتبقى التصرفات الأمريكية ـ من العراق إلى إيران، ومن ملف سد النهضة إلى دعم الصراعات في القرن الإفريقي ـ

شاهدة على نهج سياسي قائم على تأجيج التوترات، حتى لو اقتضى الأمر اصطناع الذرائع وافتعال الأزمات.

إنها أمريكا التي لا تبحث عن السلام، بل تصنع الحروب باسم السلام.

اترك تعليق