بقلم حسن النجار.. ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من مصير إيرانى مظلم 

المفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية والباحث في الشؤون السياسية الدولية  

0 69٬070

بقلم | حسن النجار   

مع اقتراب ذكرى يوم 30 يونيو، هذا اليوم المجيد فى تاريخ مصر المعاصر، نستحضر كيف خرج ملايين المصريين لاسترداد وطنهم من قبضة جماعة إرهابية اختطفت البلاد وسعت لتغيير هويتها، فكان الشعب وجيشه الباسل على موعد مع الخلاص.

لم تكن جماعة الإخوان تسعى لإصلاح أو نهضة، بل كانت تطمح فى حكم العالم تحت شعار “أستاذية العالم”، متخذة من النموذج الإيرانى ونظام “ولاية الفقيه” قدوة لها، مستلهمة نفس الأفكار والممارسات،

وعلى رأسها تأسيس ميليشيات مسلحة على غرار “الحرس الثورى الإيرانى”، لتكون ذراعًا لقمع المعارضين وترهيب المجتمع

وفى أعقاب 2011، بدأ التنظيم تنفيذ مخططه، حيث أسس ما يُعرف بـ”الفرقة 95 إخوان”، بإشراف مباشر من مكتب الإرشاد، ضمت عناصر مدربة على العنف، تمهيدًا لنشرهم فى مؤسسات الدولة وتصفية غير الموالين،

بل تلقى المكتب نصائح من قيادات الحرس الثورى الإيرانى حول اختراق الكليات العسكرية والشرطية.

ومع أن البلاد كانت تعيش حالة من الفوضى والانفلات الأمنى، إلا أن أجهزة الدولة كانت يقظة تمامًا، واستطاعت أن ترصد هذه التحركات الخطيرة، وتجهض مخطط إنشاء جيش موازٍ، كان سيُغرق مصر فى بحور من الدماء والصراعات الداخلية.

لقد اعترف عدد من قادة الجماعة – ومنهم من انشق عنها لاحقًا – بأنهم خططوا لإشعال البلاد إذا فُقدت السلطة من أيديهم، وكانوا يهددون صراحة بامتلاك مائة ألف مقاتل، تلقوا تدريبات فى سيناء، لتنفيذ هذا المخطط المشبوه الذى استهدف هدم مؤسسات الدولة وتحويلها إلى ميليشيات متناحرة.

ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد انتفاضة شعبية، بل كانت إنقاذًا تاريخيًا لمصر من مصير كارثى مشابه لما نشهده اليوم فى دول مجاورة انهارت أمام الميليشيات، وتفككت دولها ومؤسساتها. لقد أعادت الثورة الوطن لأبنائه،

 وأسقطت مشروع التمكين لجماعة لا تعرف معنى الوطن ولا تقدّر حدوده ولا سيادته، بل تسعى لتحويله إلى مجرد أداة فى مشروعها العابر للحدود

لولا هذا التحرك الشعبى العظيم، لكان حال مصر الآن أسوأ بكثير، ولكان الخطر قد طال كل بيت، نتيجة تحكم جماعة لا تملك من أدوات الحكم شيئًا، إلا الخداع والخيانة والشعارات الجوفاء.

ويبقى الدرس العظيم من هذا اليوم، أن شعب مصر حينما يستشعر الخطر، تتجلى عظمته ووعيه، ويلتف حول جيشه ومؤسساته، ليحمى وطنه، ويكتب تاريخًا ناصعًا يرويه الأجيال بكل فخر.

عاشت مصر حرة أبية، محصنة بوعي شعبها، وقوة جيشها، ومؤسساتها الوطنية. حفظ الله مصر حفظ الله الجيش حفظ الله الوطن  ؟

اترك تعليق