في لحظة فارقة.. لماذا تجنّب حلفاء إيران الرد على هجوم إسرائيل؟
اخبار عربية – كتب | محمد حجازى
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، الخميس، أن ما يُعرف بـ”محور المقاومة” لم يتخذ أي رد فعل يُذكر عقب الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، ما يثير تساؤلات حول تراجع دعم الحلفاء لطهران في أوقات حرجة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الميليشيات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط بدت وكأنها تخلّت عن دعمها التقليدي للجمهورية الإسلامية، رغم سنوات من التنسيق والتحالف المبني على العداء المشترك تجاه إسرائيل والولايات المتحدة.
وبحسب محللين، فإن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية وأسلحة إيرانية، وألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية للطاقة والنفط، فضلاً عن اغتيال شخصيات بارزة، تركت إيران في موقف دفاعي ضعيف، دون دعم فعلي من شركائها الإقليميين.
ما أثار قلق حلفاء إيران بشكل خاص، وفق التقرير، هو حجم الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي داخل الأراضي الإيرانية، إذ نفذت تل أبيب هجمات بالطائرات المسيّرة، ونجحت في رصد مواقع قيادات عسكرية واستخباراتية إيرانية بدقة.
هذا التطور دفع العديد من الميليشيات إلى إعادة تقييم أولوياتها، مفضلة الحفاظ على وجودها ومصالحها المحلية، بدلاً من التورط في صراع مفتوح مع إسرائيل.
وقال ريناد منصور، مدير مشروع العراق في معهد “تشاتام هاوس” بلندن: “بات واضحاً أن هذه الجماعات تسعى الآن إلى البقاء، وتعي جيداً تكلفة الدخول في مثل هذه المعارك”.
ووفق الصحيفة، فإن “حزب الله” اللبناني، رغم كونه الذراع الأقوى لإيران في المنطقة، لم يطلق أي صاروخ منذ بدء العملية الإسرائيلية المسماة “الأسد الصاعد”، واكتفى بإصدار بيان إدانة للهجوم، مع اعتماد سياسة الترقب.
أما في العراق، فقد خفت نشاط الميليشيات المسلحة، ولم تُنفّذ هجمات على القواعد العسكرية كما في السابق. واكتفى “كتائب حزب الله” ببيان مقتضب أكد فيه أن إيران ليست بحاجة إلى دعمه، لكنه توعد بمهاجمة المصالح الأميركية إذا تدخلت واشنطن في الحرب.
التقرير أشار كذلك إلى تغير في موازين القوى داخل تلك الجماعات، في وقت تعاني فيه “حماس” من إنهاك شديد بعد حرب طويلة مع إسرائيل دمرت بنيتها وقتلت كبار قادتها
وفي اليمن، أطلقت جماعة الحوثي صاروخاً واحداً نحو إسرائيل الأحد الماضي، لكنها توقفت عن تكرار الهجمات، بعد تراجع كبير في قدراتها نتيجة الضربات الأميركية خلال الأشهر الماضية.
وختاماً، اعتبرت الخبيرة إليزابيث كيندال، من جامعة كامبريدج، أن “الصدمة من اختراق الموساد لإيران دفعت الحوثيين للتفكير ملياً قبل أي تحرك، خشية أن يفتح ذلك الباب أمام استهدافهم بدقة مشابهة”.